investment-management

السفيه وإدارة الاستثمار

 

من يقرأ القرآن الكريم يدرك تماماً أن الله عز وجل قد وضع أسس علم الاقتصاد القوي والمعاملات التجارية الناجحة، فقد قال جل جلاله في سورة النساء:

 

"ولا تؤتوا السفهاء أموالكم". 

                                صدق الله العظيم

 والسفيه باختصار هو الذي لا يحسن إدارة المال ويضيعه على خلاف المنطق والعقل.

 والمقالة هذه تسلط الضوء على ما يقوم به البعض عند اتخاذ قرارهم الاستثماري.

 

بسبب الأوضاع التي مرت بها بلدنا الحبيب سورية خلال السنوات السابقة والتي نتج عنها هجرة كبيرة، ظهرت بعض المظاهر تستحق الدراسة والوقوف عندها ومنها إدارة الاستثمار.

 

بداية لا بد من التنويه أن المستثمرين المشار اليهم في هذا المقالة هم أصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة وليسوا المستثمرين الكبار.

 هناك حالتان لافتا انتباهي وهما:

 الحالة الأولى: هناك فئة من السوريين جمعوا أموالهم في الخارج ونتيجة انخفاض سعر صرف الليرة وجدوا من المفيد استثمارها  في الداخل.

 أما الحالة الثانية فهي على العكس من الأولى، فهناك فئة من السوريين لديهم رأس مال في الداخل وأرادوا استثماره في بلد إقامتهم.

 وسوف أتناول دراسة كل حالة:

 الحالة الأولى:

 من الملاحظ أن أغلبية هذه الفئة عندما تأخذ قرار استثمارها تعتمد على معطيات ليست صحيحة وهذا الخطأ يتبعه خطأ أكبر وهو اعتمادها على السفهاء من معارفها وأقربائها في إدارة هذه الأموال وفي اتخاذ القرار النهائي في عملية الاستثمار.

 الحالة الثانية:

الأخطاء التي ترتكبها هذه الفئة ليست بأقل من أخطاء الفئة الأولى لكنها من نوع أخر، فهذه الفئة التي ترغب باستثمار أموالها في بلد إقامتها تأخذ قرارها الاستثماري بشكل خاطئ أيضاً، فهي أما أنها تعتمد على نفسها في اتخاذ قرارها الاستثماري وقد نسيت أنها في بلاد متقدمة والقرار الاستثماري في مثل هذه البلاد لا يمكن أن يتخذ ارتجالياً فالمنافسة فيه شديدة، أو أنها اعتمدت على مكاتب استشارية أصحابها لا يملكون أي خبرة في مجال عمل هذه المكاتب وبالتالي أصحاب هذه المكاتب يقدمون أراء ومعلومات خاطئة لهؤلاء (المستثمرين) الذين يدفعون ثمن كبير جداً لهذه المعلومات وثمن أخر لن ينسوا في حياتهم وهو الخسارة التي يتكبدونها نتيجة اعتمادهم على مكاتب استشارية غير مؤهلة.

 

ما أريد قوله:

  •   لقب المستثمر لا يعطى لكل شخص لديه مال. 
  • الاستثمار عملية قائمة على علم وليست هواية. 
  •  الشخص الأمين لا يعني أبداً أنه ليس سفيه، فهناك أشخاص كُثر أمناء لكنهم سفهاء.

 

وبالنهاية:

 لكي ينجح أي مشروع استثماري لا بد من شرطين متلازمين معاً :

  1.  اتخاذ قرار الاستثمار يجب أن يبنى على معلومات ومعطيات صحيحة، والتي لا يمكن الحصول عليها إلا من قبل اقتصاديين اختصاصين في هذا المجال.  
  2.  لا بد من اختيار الشخص القدير والمؤهل وليس السفيه لإدارة المشروع الاستثماري.
مروان المعلم / ماجستير بالاقتصاد المالي والنقدي
كاتب المقالة
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع آفاق .

جديد قسم : الاستثمار

إرسال تعليق