كيف تختار الموقع الأمثل لمشروعك الاستثماري
عند
إعداد الجدوى الفنية لأي مشروع اقتصادي ينبغي التمييز
بين موطن المشروع وموقع المشروع.
ويقصد بالموطن: المنطقة الجغرافية التي يقام المشروع في نطاقها.
أما الموقع فيقصد به: المكان المحدد الذي يقام فيه المشروع داخل الموطن المختار، وقد يوجد أكثر من موقع داخل الموطن.
يعتبر
أهم هدف من أهداف الجدوى
الفنية هو اختيار الموقع الملائم داخل الموطن الملائم لتجنب خسائر قد تهدد بتصفية المشروع جراء
اختيار موقع غير مناسب، وهذا الهدف نلاحظه بشكل واضح في المشاريع
الزراعية ومعامل الاسمنت.
هناك نوعين من العوامل المؤثرة في عملية اختيار الموطن أو الموقع الملائم للمشروع وهي:
أولاً - العوامل الاقتصادية:
1.
طبيعة المشروع.
2. القرب من مصادر المواد الأولية و منافذ التوزيع.
3. توفر الخدمات الأساسية.
4. توفر القوى العاملة.
5. توفر الأرض بأسعار رمزية.
6. طبيعة التربة.
7. الطلب على المنتج النهائي.
8. الصناعات المترابطة.
9. التسهيلات وحوافز الاستثمار.
ثانياً - العوامل الغير اقتصادية:
1. العوامل الطبيعية والظروف المناخية.
2. التشريعات القانونية والحوافز الاقتصادية.
3. الأهداف الاجتماعية لخدمة التنمية.
4. توفر الاستقرار السياسي والأمني.
وفيمايلي
شرح كل منها:
أولاً - العوامل الاقتصادية:
1. طبيعة المشروع:
تفرض طبيعة المشروع في بعض الأحيان مناطق معينة لإقامته، فالمشروعات التي تتسم بتلوث البيئة كصناعة الإسمنت وبعض الصناعات الكيماوية لا يصلح أن
تقام في المناطق المؤهلة بالسكان، وإنما يفضل إقامتها في مناطق خارج العمران، بغرض سهولة التخلص من مخلفاتها.
2. القرب من مصادر المواد الأولية و منافذ التوزيع:
يفضل الموقع الذي يجعل
إجمالي تكلفة النقل من مصادر المواد الأولية إلى المصنع، ومن المصنع إلى مناطق التوزيع عند حدها الأدنى.
وعموماً، يفضل إقامة المشروعات التي تستخدم مواد أولية ثقيلة وبكميات كبيرة، بحيث يبقى منها مخلفات كثيرة، أو التي تستخدم مواد خام سريعة التلف، بالقرب من مصادر المواد الأولية. أما المشروعات التي تؤدي عمليات التصنيع فيها إلى زيادة حجم أو وزن المنتج بدرجة
كبيرة، فيفضل إقامتها بالقرب من الأسواق.
3. توفر الخدمات الأساسية:
للخدمات الأساسية، كخدمات الطاقة الكهربائية والمياه والنقل والمواصلات والمساكن وغيرها، دوراً هاماً في اختيار موقع
المشروع. إذ أن عدم توفر هذه الخدمات في موقع المشروع قد يضطر المشروعات الكبيرة إلى إقامة مولدات كهربائية خاصة بها، وإقامة مساكن ووحدات صحية لعمالها، وفتح الطرقات...
4. توفر القوى العاملة:
من بين العوامل الهامة في اختيار الموقع المناسب هو القرب من مصادر العمالة
المطلوبة من حيث الكم والنوع.
5. توفر الأرض بأسعار رمزية:
إذا كان المشروع يحتاج لإقامته إلى مساحة
واسعة، فإن المناطق التي تتوفر فيها
الأرض بأسعار رخيصة تصبح أكثر مناسبة لإقامة المشروع، وقد تعمل الحكومات في بعض الأحيان على تقديم الأرض مجاناً أو بأسعار رمزية لتشجيع المشروعات
على التوطن في مناطق أو أقاليم بعينها.
وتشير الاتجاهات العالمية في التوطن الصناعي في السنوات الأخيرة إلى الاهتمام بإنشاء
المجمعات والمدن الصناعية.
6. طبيعة التربة:
تتطلب بعض المشاريع الزراعية نوعية خاصة من التربة، بحيث لا يمكن إقامتها في أي مكان، كما أن بعض المشروعات الصناعية التي تؤدي فيها العمليات الإنتاجية إلى اهتزازات عنيفة ومستمرة تحتاج إلى أنواع صلبة من التربة، وبذلك فإن طبيعة التربة قد تلعب دوراً في تحديد موقع المشروع.
7. الطلب على المنتج النهائي:
من بين العوامل الهامة في اختيار موقع المشروع هو اختيار المكان الذي يكون قريباً من مناطق التوزيع بحيث يزداد الطلب على المنتج والذي يوفر في نفس الوقت تكاليف النقل.
8. الصناعات المترابطة:
يجب الأخذ في الحسبان الروابط الأمامية والخلفية لمشروع الاستثمار مع بقية المشاريع لتسهيل المعاملات بينها.
9. التسهيلات
وحوافز الاستثمار:
هذه التسهيلات و الحوافز يمكن أن تكون عبارة عن الإعفاءات الضريبية المقدمة من طرف الدولة وذلك لصالح المشاريع المنجزة في مناطق معينة تحددها الدولة.
وهذه التسهيلات تكون عادة بهدف إنماء مناطق جغرافية نائية، أو بتخفيض نسبة البطالة في مناطق جغرافية أخرى وذلك من خلال تشغيل
المشروع الاستثماري لليد العاملة المتوفرة في تلك المنطقة ولذلك يلاحظ في بعض الأحيان أنه لا تعطى موافقة القيام بالمشروع الاستثماري إلا إذا كان موقع الإنشاء تابع لمناطق معينة تحددها الدولة، لذا لابد على المستثمر حساب العائد من تلك الحوافز الاستثمارية والتكاليف الإجمالية للقيام بالاستثمار في تلك المناطق.
ثانياً - العوامل الغير اقتصادية:
1. العوامل الطبيعية والظروف المناخية:
تزداد أهمية هذا العامل بالنسبة للمشروعات السياحية والصناعات التي تتأثر بالعوامل الطبيعية، كتفضيل بعض المشروعات للمواقع التي تكون قريبة من مصادر المياه كالصناعات الغذائية.
كما أنه للتضاريس ونوعية التربة أهمية كبيرة في اختيار موقع
المشروع، وذلك نتيجة اختلاف التكاليف الإنشائية من موقع لأخر، وذلك لاختلاف طريقة تنفيذ الأساسات والمواد المستعملة في البناء، إضافة إلى
الاختلاف في مدة الإنجاز من مشروع لآخر.
2. التشريعات القانونية والحوافز الاقتصادية:
قد تمنع بعض القوانين إقامة المشاريع الملوثة للبيئة في مناطق معينة بغرض حماية البيئة أو لأغراض سياحية، كما قد تعمل الحكومات على تشجيع إقامة بعض المشاريع في مناطق معينة
كالمدن الجديدة من خلال بعض التسهيلات أو الإعفاءات الضريبية.
3. الأهداف الاجتماعية لخدمة التنمية:
تقضي بعض الاعتبارات الاجتماعية إقامة مشروع الاستثمار في مناطق جغرافية معينة بهدف تنميتها أو القضاء على عزلتها وتخلفها، حتى لو كان ذلك على حساب تكاليف الإنشاء أو التشغيل.
4. توفر الاستقرار السياسي والأمني:
عند بحث المؤسسات عن مواقع ملائمة للقيام بمشاريعها، فهي تأخذ بعين الاعتبار الاستقرار الأمني والسياسي ومدى توافرهما في الموقع المختار.
لكن العلاقة بين العائد والمخاطرة هي علاقة طردية، لذا لابد من حساب العائد المتوقع عند المخاطرة بالاستثمار في موقع لا يتوفر فيه الاستقرار الأمني والسياسي.
تعليقات: 0
إرسال تعليق