البورصة

كيف تستثمر أموالك في البورصة؟

بداية لا بد من لفت انتباه السادة القراء أن البورصة هي سوق مثل أي سوق أخر، بضاعته هي الأوراق المالية (أسهم وسندات)، ولكي ينجح فيه المستثمر ويحقق أرباح لا يكفي اتباع قواعده فقط بل لا بد أن يتوفر لديه (لدى المستثمر) المعرفة والعلم للتعامل مع الأوراق المالية من حيث اختيارها وتوقيت بيعها وشرائها وتحديد سعرها وتحليل كل الأحداث التي تؤثر عليها.

سأتناول في هذه المقالة الإجابة على الأسئلة التالية:
  1. ما هي أوجه الاستثمار في البورصة؟
  2.  ما هي المؤسسات التي يمكن للمستثمر أن يتعامل من خلالها في البورصة؟
  3.  كيف يتم البدء بالاستثمار في البورصة؟
  4.   ما هي أهم الملاحظات التي يتوجب على المستثمر أخذها بعين الاعتبار عند الاستثمار في البورصة؟

     1)   ما هي أوجه الاستثمار في البورصة؟


   يتم الاستثمار في البورصة وفق الأوجه التالية:
  •  المضاربة أي شراء الأوراق المالية من أجل بيعها بربح.
  • أو من خلال اختيار شركة مساهمة ما وشراء أوراقها المالية من أجل الحصول على العائد السنوي الذي توزعه هذه الشركة في نهاية السنة. 
  • أو كلا الهدفين معاً.

 2)   ما هي المؤسسات التي يمكن للمستثمر أن يتعامل من خلالها في البورصة؟


   يوجد ثلاثة أنواع من المؤسسات يمكن للمستثمر أن يتعامل في البورصة من خلالها:

          أولاً - شركات السمسرة.
          ثانياً - شركات إدارة المحافظ.
          ثالثاً - صناديق الاستثمار.

       أولاً: شركات السمسرة:


إذا كان المستثمر قد قرر أن يستثمر في الأوراق المالية بنفسه ولديه القدرة والرغبة في اتخاذ قراراته ومتابعة تعاملاته بنفسه، فهذا يعني أنه سوف يتعامل في البورصة من خلال شركة سمسرة تنفذ له أوامره الاستثمارية. وعليه عندئذ انتقاء إحدى شركات السمسرة المرخص لها من الهيئة العامة للرقابة المالية.

 عند قيام المستثمر باختيار شركة السمسرة، عليه أن يأخذ بالاعتبار مايلي:

  • أن يكون العاملين لديها مؤهلين علمياً وفنياً، إضافة إلى حرصهم على تطبيق أخلاقيات العمل الخاصة بمهنتهم، ويحق للمستثمر أن يطلع على السير الذاتية للخبراء والمحللين الذين تعتمد عليهم هذه الشركة في تقديم معلوماتها وتحليلاتها للمستثمرين.
  • أن تعتمد هذه الشركة على الدراسات الفنية والمالية والتحليلات العلمية قبل إبداء النصح الإرشادي للمستثمر، وتبتعد عن الإشاعات والأقاويل.
  • أن تكون هذه الشركة حريصة على اتخاذ المستثمر قرار استثماري صحيح.
  • أن تتعامل مع المستثمر وفق التشريعات والأحكام الحاكمة لسوق المال، ولا تطلب منه أي تعامل مخالف للقانونين مثل التوقيع على أوامر بيع أو شراء أوراق مالية على بياض، أو تلجأ للضغط عليه لتنفيذ عمليات لا تجلب أي نفع له بهدف الحصول على عمولات ومصاريف منه.

  ثانياً: شركات إدارة المحافظ:


إذا كان لدى المستثمر قدر كبير من الأموال يرغب في استثمارها البورصة وليس لديه المعرفة أو الخبرة لاتخاذ القرارات الاستثمارية التي تحقق أهدافه، أو لم يكن لديه الوقت الكافي لتتابع استثماراته، فإن عليه أن يختار إحدى الشركات التي تعمل في مجال إدارة محافظ الأوراق المالية الحاصلة على ترخيص بمزاولة هذا النشاط من الهيئة العامة للرقابة المالية.
 وتتسم هذه الشركات بأن لديها عمال تتوفر لديهم الكفاءة العلمية والخبرة العملية والدراية الجيدة بسوق الأوراق المالية مما يؤهلهم لإدارة استثمارات المستثمرين نيابة عنهم.

ثالثاً: صناديق الاستثمار:


إذا كان المستثمر من صغار المستثمرين وليس لديه دراية ومعرفة بالاستثمار في البورصة وطبيعته، فإن أنسب وسيلة استثمارية تناسبه هي اللجوء إلى شراء وثائق صناديق الاستثمار. ومعظم صناديق الاستثمار هذه تنشئها البنوك بعد الحصول على موافقة من الهيئة العامة للرقابة المالية وتعهد بإدارتها إلى أحد الشركات المتخصصة في مجال ادارة صناديق الاستثمار الحاصلة على ترخيص من الهيئة العامة للرقابة المالية.
 وأهم سمات ومميزات الاستثمار في صناديق الاستثمار أنها تستثمر في عدد كبير من الاسهم والسندات بما يحقق للمستثمر تنويع استثماراته وتقليل المخاطر.
  
كيف تعمل صناديق الاستثمار؟
  • يتم جمع المال من المستثمرين.
  • يتم استثمارها في سندات وأسهم قصيرة الأمد وكذلك الصكوك والأوراق المالية.
  • يتم الإشراف على المحافظ الاستثمارية وإدارتها من قبل مجلس يرأسه مستشار مالي.
  • يمنح أصحاب الصناديق حق بيع وشراء أسهمها الخاصة.
  • يتم تقييم الأسهم بشكل يومي.

 3)   كيف يتم البدء بالاستثمار في البورصة؟


عندما يبدأ المستثمر باستثماره أمواله في البورصة من خلال شركة سمسرة أو شركة إدارة محافظ أوراق مالية أو.. يتوجب عليه أن يكون لديه كود موحد في البورصة وذلك بخلاف رقم حسابه لدى الشركة ذاتها. وتتم كل معاملاته من خلال هذا الكود حتى إذا تعامل مع أكثر من شركة سمسرة واحدة.

وفيمايلي الخطوات اللازم اتباعها للبدء في الاستثمار في البورصة: 


1-   في البداية على الشخص الراغب في استثمار أمواله في البورصة أن يحدد طبيعة استثماره فيها، بمعنى أخر هل سيكون مضارب أم مستثمر؟
فالمضارب هو الذي يشتري الورقة المالية حينما يكون سعرها منخفضاً ويبيعها عندما يرتفع سعرها استناداً إلى معلومات عن تلك الشركة المصدرة.
أما المستثمر فهو الذي يستند على أداء الشركة في قراراته، ويعتبر مستثمراً طويل الأجل، لأنه يهدف إلى تحقيق أرباح سنوية وأيضاً أرباح عند زيادة سعر السهم (ربح رأسمالي)، وهذا هو الأكثر أماناً بالاستثمار في البورصة والذي ينصح به.

2-   بعد ذلك يجب على المستثمر تحديد مقدار الأموال التي يستطيع استخدامها في البورصة بحيث تكون هذه الأموال زائدة عن التزاماته ونفقاته المالية.

3-   بعد أن يحدد المستثمر مقدار الأموال الزائدة عن احتياجاته، عليه أن يحدد هل يريد الاستثمار طويل الأجل أم قصير الأجل؟ فالاستثمار قصير الأجل يعنى أن المستثمر يريد الخروج من السوق خلال فترة قصيرة، والعكس بالنسبة للاستثمار طويل الأجل.

4-   اختيار المؤسسة التي يرغب بها المستثمر التعامل مع البورصة من خلالها، هل هي شركة سمسرة أم صندوق استثماري أم شركة لإدارة المحافظ.

5-  على المستثمر أن يحدد وسيلة الاستثمار سواء كانت في (سندات، أسهم، أذون خزانة، وثائق صناديق استثمار، سندات حكومية) وذلك بالتعاون مع شركة السمسرة، حيث تقدم له أفضل وسيلة للاستثمار بما يلائم إمكانياته المالية.

6-  بعد ذلك يقوم المستثمر بفتح الحساب وتسجيل نفسه في البورصة، عن طريق ما يسمى بالتكويد: ويعنى ذلك أن يحصل المستثمر على رقم يتعامل به في البورصة، وهو رقم يشبه رقم البطاقة الشخصية، وهو الذي يميز مستثمراً عن آخر:
-     يتم الحصول على هذا الرقم عن طريق تقديم طلب إلى إحدى شركات السمسرة المالية لكي تفتح لديها حساب باسمه، مقابل رسم مالي بسيط تحدده. حيث يتم توقيع عقد واستمارة تتضمن معلومات عن المستثمر مثل بعض البيانات الشخصية، العنوان، ورقم الهاتف، والسن، ومكان العمل، والخبرات السابقة، والأصول المملوكة، والمخاطرة المقبولة...
-     بعد ذلك تقوم شركة السمسرة بإرسال هذه البيانات الخاصة بالمستثمر إلى إدارة التكويد بالبورصة، لاستخراج الكود الموحد.
-     تقوم شركة السمسرة التي تم اختيارها من قبل المستثمر بدور وسيط مالي له مع البورصة بإعطائه معلومات عن الشركات المقيدة بالبورصة والمجالات الرائجة في السوق.
-     شركة السمسرة هي التي تسهل للمستثمر التعامل مع البورصة، فلا يمكن للمستثمر أن يتعامل مع البورصة مباشرة، وإنما يجب أن يتم ذلك من خلال إحدى شركات السمسرة التي تتلقى منه أوامر البيع والشراء للأوراق المالية.

     7-  بعد حصول المستثمر على رقم التكويد الخاص به، عندئذ يصبح بإمكانه البدء بعملية الاستثمار عن طريق إصدار قراراته إلى شركة السمسرة.

     8-  بعد ذلك يحدد المستثمر الشركة أو الشركات التي يريد شراء أسهم بها والسعر الذي يريد الشراء به، وعلى المستثمر أن يكون دقيق جداً في اختيار الشركة التي يريد الاستثمار في أسهمها.

     9-  بعد أن يحدد المستثمر الشركة التي يريد الاستثمار بها ونوع الأوراق المالية المرغوبة من قبله، يطلب من شركة السمسرة  تنفيذ الأمر. 

    10- تقوم شركة  السمسرة بخدمة المستثمر من خلال الحصول على التعليمات منه (بيع أو شراء الأوراق المالية) ثم تقوم بتنفيذها بالطريقة التي تم الاتفاق عليها سواء بأمر مكتوب أو عبر الهاتف.

     11-  تقوم شركة السمسرة بتحصيل نسبة عمولة (التي تم تحديدها مسبقاً) عن كل عملية يقوم بها المستثمر من خلالها.

    12- ثم بعد ذلك لو أراد المستثمر بيع هذه الأسهم مرة أخرى، عليه أن يطلب أيضاً من شركة السمسرة البيع بالطريقة السابقة بعد تحديد السعر الذي يريد البيع عنده.

     13- وبعد مرور الفترة القانونية على عملية البيع حسب الورقة المالية التي اشتراها المستثمر أو باعها تقوم شركة المقاصة في البورصة بتسوية عملية البيع ووضع قيمة العملية في حساب المستثمر أو تسديد قيمة العملية في حال الشراء.

 4)   ما هي أهم الملاحظات التي يتوجب على المستثمر أخذها بعين الاعتبار عند الاستثمار في البورصة؟

  •  من يريد أن يستثمر في البورصة يجب أن يتوفر لديه الحد الأدنى من القدرة العلمية اللازمة على التحليل والتقييم المالي، وإلا فإنه يتوجب عليه الاستعانة بالمكاتب الاستشارية أو بمحللين ماليين لكي يكون قراره مبني على أسس صحيحة.
  • على المستثمر أن ينوع الاستثمارات، فلا يصح أن يستثمر أمواله في شركة واحدة فقط، بل في عدة شركات دائماً ، فوضع أمواله كلها في شركة واحدة قد يؤدي لخسارتها.
  •  كذلك على المستثمر أن لا يستثمر كل أمواله في سوق الأسهم فقط، بل يجب عليه أن يوزّع أمواله في محفظة استثمارية متنوعة.
  • اختيار شركة السمسرة: يجب على المستثمر أن يختار الشركة بعناية فائقة وأن يُشهد لها بالنزاهة، وتوفير المعلومات عن السوق وقطاعاته، وأن يكون بها قسم تحليل فني (يتميز بخبراء لهم خبرة علمية ونزاهة عالية في هذا المجال) لإمداده بالمراكز المالية ونتائج أعمال الشركات المقيدة بغية مساعدته في بناء استراتيجيته وقراراته الاستثمارية بدقة.
  • على المستثمر أن ألا يبني قراراته (بالبيع والشراء واختيار الشركة) وراء الأقاويل والإشاعات، فلا بد له من اعتماد أسس علمية صحيحة وتحليل اقتصادي دقيق لاتخاذ أي قرار.
  • على المستثمر بالبورصة أن يحسن تحديد وقت الشراء و وقت البيع وأنواع الاسهم المشتراة أو المبيعة.
  •  كلما زادت نسبة المخاطرة زادت نسبة الربح، وأيضا زاد حجم الخسارة.
  • على المستثمر أن يدرك جيداً:
-  قرار اختيار شركة السمسرة أو شركة إدارة محافظ الأوراق المالية أو صندوق الاستثمار هو قراره.
-  متابعة استثماراته واجب عليه بغض النظر عن وسيلة الاستثمار (شركة سمسرة-شركة إدارة محافظ- أو صندوق استثمار).
-   معاملات البورصة تقبل الربح أو الخسارة مهما كان وسيطه المالي محترف ومؤهل لاستثمار أمواله.


أخيراً أتمنى لكم التوفيق.
مروان المعلم / ماجستير بالاقتصاد المالي والنقدي
كاتب المقالة
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع آفاق .

جديد قسم : مال وأعمال

إرسال تعليق