Economic-trade-analysis


الفرق بين التحليل الاقتصادي والتحليل والتجاري(المالي) للمشاريع


مقدمة:

قد تكون بعض الفرص الاستثمارية مقبولة تجارياً من وجهة نظر المستثمر الخاص في حين أنها قد لا تكون كذلك من وجهة النظر الاقتصاد الكلي والعكس صحيح، لا بل في أحيان كثيرة تكون بعض المشاريع ذات آثار سلبية على الاقتصاد رغم أنها تحقق ربحية تجارية خاصة مقبولة من قبل وجهة نظر المستثمر الخاص.

فمعيار الربحية التجارية في الاختيار بين المشروعات لا يعتبر كافياً من وجهة نظر المقيم الحكومي حيث ينحصر هذا المعيار وبشكل كلي في تحديد الآثار المباشرة للمشروع (أي العائد المادي المباشر) وهذا يعني أنه لا يعطي صورة أمينة ودقيقة عن مدى مساهمة المشروع في الاقتصاد القومي، ولقياس مدى مساهمة المشروع في الاقتصاد القومي ورفاهية المجتمع ينبغي دراسة كل من الآثار المباشرة وغير المباشرة للمشروع في جانبي الإيرادات والتكاليف بالقدر الذي يساعد في احتساب أثر المشروع على الاقتصاد القومي، أي إجراء التحليل الاقتصادي للمشروع.

قد يتفق التحليلان المالي والاقتصادي أو يتعارضان، ويمكن تحديد أربع حالات في هذا الخصوص:

  1. اتفاق المعيارين على رفض المشروع.
  2. قبول المشروع على أساس مالي ورفضه على أساس اقتصادي.
  3. قبول المشروع على أساس اقتصادي ورفضه على أساس مالي.
  4. قبول المشروع على أساس كلا المعيارين.

ففي الحالتين الأولى والرابعة حيث يتوافق المعياران، لا يبدو هناك أية مشكلة، أما في الحالة الثانية، لا ينفذ المشروع، لأنه غير مقبول اقتصادياً، وفي الحالة الثالثة حيث المشروع غير مجد من الناحية المالية وغير قادر على تمويل نفسه فإما أن يرفض أو يتم تأمين الموارد اللازمة له من مصادر المختلفة[1].

قبل البدء في ذكر أوجه التشابه والاختلاف بين التحليل الاقتصادي والتحليل التجاري للمشروع، لا بد من معرفة ما هي العوامل التي تعطي التحليل التجاري للمشروع أولوية على التحليل الاقتصادي أو بالعكس، وفيمايلي شرح مختصر لها:

أولاً- العوامل التي تدفع المشروع الاستثماري إلى إعطاء الأولوية للربحية التجارية كهدف استراتيجي هي[2]:

  1. إن ارتفاع معدلات التضخم بسبب تزايد الإنفاق العام من جهة وضغوط تكاليف رأس المال ومستلزمات التشغيل من جهة أخرى، قد يدفع بعض المشروعات الحكومية إلى التركيز على الربحية التجارية وذلك لضمان المدخرات الكافية لتراكم رأس المال ولمواجهة تآكل القوة الشرائية للعوائد وتزايد معدلات التكاليف إضافة إلى هدف الحكومة في امتصاص جزء من السيولة المحلية الفائضة كأداة في تخفيض معدل التخضم.
  2. إن صعوبة تأمين التمويل وارتفاع تكاليف خدماته قد تدفع أصحاب المشروع إلى تبني الربحية التجارية كهدف أساسي في المراحل الأولى من الاستثمار والتشغيل وذلك حيث تتوفر الظروف التسويقية الملائمة لهذا الهدف، مما قد يسهم في تخفيض فترة استرداد تكاليف الاستثمار الأولية.
  3. إن الفساد الإداري وضعف الرقابة (خاصة عندما يتجلى هذا الفساد بظهور حالات عديدة من الاحتكار) قد ينعكسان على كثير من المشروعات بإهمال العديد من تأثيراتها مثل تأثير البيئة وبالتالي التركيز على الربحية التجارية المباشرة فقط.
  4. إن الطبيعة الخاصة لبعض النشاطات الاقتصادية تفرض إعطاء الأولوية للربح التجاري، فمثلاً في المشروعات التي تتسم بارتفاع درجة المخاطرة فيها، مثل عمليات التنقيب والاستكشاف والحفر والاستخراج ذات الكثافة المرتفعة لرأس المال والتي لا تتسم توقعاتها بالوضوح والتأكد مما يجعل حصر الاهتمام بالربحية التجارية أمراً منطقياً على الأقل في المراحل الأولى.
  5. إن أولوية التسابق التكنولوجي (ابتكاراً أو نقلاً) تفرض على المشروع ضمان الربحية التجارية، وذلك لتغطية تكاليف هذا التسابق التي هي في البداية مرتفعة نسبياً، وخاصة عندما يتطلب ذلك توفير الظروف المناسبة للإنتاج والتسويق والتدريب والتحفيز.

ثانياً - العوامل التي تدفع المشروع الاستثماري إلى إعطاء الأولوية للربحية القومية كهدف استراتيجي هي:

  1. عندما يهدف المشروع إلى تحقيق منافع عامة لذوي الدخل المنخفض كتوفير الغذاء واللباس والدواء يكون الاهتمام بالربحية القومية محور نشاط هذا المشروع وأولى أولوياته.
  2. أثناء حدوث الأزمات الاقتصادية والصراعات السياسية والعسكرية والكوارث الطبيعية، فإن المشروعات التي تنشأ لمواجهة هذه الأزمات تهتم بالربحية القومية أكثر من اهتمامها بالربحية التجارية.
  3. عند قيام الدولة بواجباتها التقليدية الأساسية كإقامة مشروعات عامة تتمثل بتقديم خدمات الدفاع والأمن والعدل وغيرها، فإن الأولوية تعطى لربحيتها القومية أكثر من ربحيتها التجارية.
  4. تعاظم الاهتمام الدولي بالبيئة، فمنذ عقد مؤتمر ستوكلهم عام 1970 أصبح الاهتمام بالتأثيرات الخارجية وخاصة تلوث البيئة أمراً أساسياً في حسابات جدوى أي مشروع استثماري، وشاع منذ فترة غير قصيرة استخدام الضرائب في دول عديدة لدفع التنظيمات الإنتاجية للاهتمام بالربحية القومية (وذلك بفرض ضريبة تعادل تقريباً الخسارة التي يسببها المشروع للبيئة المحيطة)[3].
  5. دراسة جدوى البرامج العامة أو الممولة من قبل الدولة، كبرامج التنمية في مجال الطرق العامة والإسكان والصحة وبرامج البحوث والتطوير في المؤسسات العامة والخاصة.
  6. دراسة جدوى المشاريع التي تتطلب الحصول على تراخيص لمزاولة نشاطها أو تلك التي تتطلب الحصول على قروض أو إعانات أو دعم من الدولة أو إعفاءات ضريبية أو حماية جمركية.
  7. دراسة جدوى المشاريع التي تساهم فيها جهات أجنبية بشكل كامل أو جزئي، وخاصة تلك التي تحتاج إلى إعفاء ضريبي أو جمركي أو إلى دعم عن طريق القروض.
  8. دراسة جدوى المشاريع والبرامج التي تمولها مؤسسات أجنبية مثل برامج المساعدات والمعونات من دول أجنبية ومؤسسات دولية[4].
  9. دراسة جدوى المشاريع العامة المملوكة كلياً للدولة، أو تلك التي تساهم فيها الدولة بشكل جزئي، سواء كانت مشاريع جديدة أو توسعية.
  10. دراسة جدوى المساعدات والمعونات الاقتصادية التي تقدم إلى دول أخرى[5].
  11. هناك العديد من العوامل التي تؤكد على أهمية وضرورة إجراء التحليل الاقتصادي، فعدم وجود توازن على مستوى الاقتصاد القومي يعطي للموارد قيم غير حقيقية[6]مثلاً:
    • وجود بطالة يعني أن إنتاجية العامل الحدية لا تتساوى مع الأجر الحقيقي الذي يعطى له.
    • عدم تساوي الاستثمار مع الادخار يجعل سعر الفائدة لا يعكس الاستخدام الأمثل للنقود.
    • وجود التضخم لا يعطي حقيقة الأسعار.
    • عدم وجود سعر صرف حقيقي للعملة المحلية يعكس القيم الحقيقية للسلع المستوردة والمصدرة.

ثالثاً - العوامل التي جعلت مسألة تعادل الأولوية بين الربحيتين التجارية والقومية للمشروعات في كلا القطاعين العام والخاص أمراً حتمياً هي[7]:

  1. هناك بعض المشروعات التي تلعب دوراً استراتيجياً هاماً في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية مثل المشروعات الاستثمارية المتميزة من حيث سعات الإنتاج والتي تسهم بدور فاعل في تعويض الاستيراد أو في تعزيز الصادرات أو في تطوير الصناعات الثقيلة أو في إدخال الابتكارات التكنولوجية الحديثة أو في استيعاب القوى العاملة أو في زيادة النشاطات العلمية كالصناعات الفضائية، بالنسبة لكافة هذه المشروعات التي تستنزف جانباً هاماً من الموارد الاقتصادية والنادرة المتاحة، لا يمكن لها الاستمرار في إسهاماتها العالية نسبياً دون تحقيق تفاعل ديناميكي بين الربحيتين التجارية والقومية، أي دون أن تهتم بالربحيتين معاً وبآن واحد، وذلك لأن بلوغ الجهات المعنية بهذه المشروعات مرحلة التمويل الذاتي (المستقل) في أقصر فترة زمنية ممكنة يعد شرطاً ضرورياً ولازماً لتعظيم دورها الريادي، في الابتكارات الإنتاجية والتسويقية، وضمان استمراريتها وهذا ما يفرض التأكيد على كل من الربحية التجارية والربحية الاقتصادية معاً.
  2. إن أهم الخصائص التي تمييز المستثمر عن المضارب والمقامر هي التزامه بالتشريعات الرسمية وتفضيله لظروف التأكد والشفافية والاستقرار والأمان واعتماده في إدارة أعماله على التقييم والتخطيط والمتابعة، هذه الخصائص تفرض على المستثمر عدم الدخول في مخاطر غير محسوبة والعمل قدر الإمكان لتخفيض نسب المخاطرة، ومن أجل تحقيق ذلك لا بد من اعتماد دراسات دقيقة لتحديد التكاليف والمعدلات المتوقعة للعوائد والمخاطر وذلك وفق المعايير الفردية والاجتماعية على السواء وبما يكرس حالة التأكد، أي الاهتمام المتوازي لكلا التحليلين التجاري والاقتصادي للمشروع.
  3. هناك بعض الأنواع من المشاريع الاستثمارية التي يفرض تكاملها التخلي عن النظرة الجزئية للربحية، حيث تكون مخرجات هذه المشاريع عبارة عن خدمات يستفيد منها مشاريع أخرى وهذا لا يعني قطعاً إهمال الربحية التجارية لأن المجموعة المتكاملة من المشاريع قد تحقق هذه الربحية وبمعدلات عالية نسبياً، فمثلاً مشروعاً للسكك الحديدية قد يكون خاسراً في البداية إلا أن ما يسببه من ترابط المناطق والمجتمعات بعضها البعض وخلق فرص عمل ونشاطات قد يؤدي إلى ارتفاع كبير لعوائد هذا المشروع بحيث يحقق ربحية تجارية عالية في مراحل لاحقة وهو في نفس الوقت حقق ربحية عامة عالية جداً.

رابعاً - أوجه التشابه والاختلاف بين التحليلين الاقتصادي والتجاري للمشاريع:

1- أوجه التشابه بينهما:

إن التشابه بين التحليلين يبدو واضحاً، وفيما يلي أهم أوجه التشابه بينهما:

  1. يتشابه التحليلان من حيث الشكل فكلاهما يهدفان إلى تحديد المنافع والتكاليف ومن ثم تقدير مؤشرات الربحية للمشروع الاستثماري المقترح[8].
  2. اعتماد كل منهما على تحديد المنافع والتكاليف في تقدير ربحية المشروع.
  3. يعتبر تحليل الربحية التجارية خطوة على طريق تحليل الربحية القومية للمشروع فكل منها مكمل للأخر[9].
  4. التحليل الاقتصادي للمشروع يشابه التحليل المالي من حيث الشكل فكلاهما يقومان بتحليل ربحية المشروع، التحليل الأول يدرس الربحية من وجهة نظر المجتمع ككل والثاني من وجهة نظر المستثمر، فمن أجل إجراء أي من التحليليين هناك العديد من الخطوات المشتركة يتوجب إتباعها[10]:
      • تحديد التكاليف والفوائد.
      • قياس التكاليف والفوائد.
      • حساب الفوائد الصافية للمشروع.
      • المقارنة بين التكاليف والفوائد.
5.  يعتبر كلا التحليليين مكون أساسي من مكونات إعداد دراسات الجدوى للمشاريع الاستثمارية.

2 -  أوجه الاختلاف بينهما:

رغم وجود تشابه بين التحليليين التجاري والاقتصادي للمشاريع ، إلا أن الاختلاف بينهما كبير، وفيمايلي أهم أوجه الاختلاف:

  1. يهدف التحليل المالي إلى تقدير صافي النتائج المالية للمشروع، بينما يهدف التحليل الاقتصادي للمشروع إلى تقدير مساهمة المشروع في تحقيق الأهداف الأساسية للتنمية.
  2. يأخذ التحليل المالي في اعتباره فقط الآثار النقدية المباشرة في حين يراعى عند التحليل الاقتصادي الآثار غير مباشرة القابلة وغير القابلة للقياس فضلاً عن الآثار المباشرة[11].
  3. الربحية التجارية لا يمكن أن تكون أساساً متيناً يمكن الاستناد عليه من قبل المقيم الحكومي في اتخاذ القرارات الاستثمارية بالنسبة للمشروعات المهمة والقومية بل ينبغي استخدام التحليل الاقتصادي لمعرفة الربحية القومية لأنه مرتبط بالموضوعات الاقتصادية أكثر من ارتباطه بهدف تعظيم العائد المالي في أقصر فترة زمنية، كما هو الحال مع معايير الربحية التجارية.
  4. إن إتباع التحليلين المالي والاقتصادي لمنهج مقارنة المنافع والتكاليف لا يعني بالضرورة أنهما سينتهيان إلى نتيجة متطابقة، وذلك بسبب[12]:
      • اختلاف أسس تسعير المنافع والتكاليف بين التحليل المالي والتحليل الاقتصادي.
      • اختلاف مفهوم المنافع والتكاليف في التحليل المالي عنه في التحليل الاقتصادي.

5 . اختلاف أسس تسعير المنافع والتكاليف بين التحليلين: يتم تقدير المنافع والتكاليف المتوقعة من الفرص الاستثمارية في نطاق التحليل التجاري، استناداً إلى أسعار السوق السائدة والمتوقعة، أما في نطاق دراسة الجدوى القومية (التحليل الاقتصادي) فإن تقدير بنود المنافع والتكاليف يستند إلى الأسعار المعدلة أو ما يسمى أسعار الظل أو الأسعار المحاسبية. فتقدير بنود المنافع والتكاليف من وجهة نظر الربحية القومية ينبغي أن يستند إلى أسعار تعكس درجة الوفرة والندرة النسبية لعوامل الإنتاج لتحقيق اعتبارات الكفاءة في تخصيص الموارد الاقتصادية، وفي حالات عديدة تكون أسعار السوق قاصرة عن تحقيق هذا الهدف، وبشكل خاص في البلدان النامية حيث غالباً ما تكون الأسعار في هذه البلدان مشوهة نتيجة لخصائص وطبيعة البنية الاقتصادية  والاجتماعية السائدة من جهة، والتدخل الحكومي في العديد من الأسعار من جهة أخرى[13].

6 .  اختلاف مفهوم المنافع التكاليف: فبعض المدفوعات التي تظهر ضمن بنود التكاليف عند إجراء التحليل التجاري لا تمثل عبئاً مباشراً على موارد الاقتصاد القومي وإنما تعبر عن عملية انتقال الاستفادة من الموارد وتحويلها من وحدة أو قطاع في المجتمع إلى وحدة أو قطاع آخر في المجتمع نفسه، ومن هنا فإن المنافع والتكاليف الاقتصادية قد تزيد أو تنقص عن المنافع والتكاليف   المالية[14]. وفيمايلي أمثلة على ذلك[15]:


      •  تتم معالجة الضرائب على أنها بند من بنود المنافع الكلية وفقاً لمفهوم التحليل الاقتصادي، في حين أنها تخصم من المنفعة الكلية للفرص المتاحة من وجهة نظر الربحية الخاصة، وعلى العكس من ذلك تمثل الإعانة المقدمة من الدولة لبعض المشاريع بنداً من بنود المنفعة الكلية من وجهة نظر الربحية الخاصة في حين أنها تصبح بنداً من بنود التكاليف من وجهة نظر التحليل الاقتصادي.
      • الاختلاف في معالجة العمليات الائتمانية: المقصود هنا القروض وأقساطها والفوائد المدفوعة عليها، ففي نطاق التحليل المالي يعتبر حصول المشروع على قرض تدفقاً نقدياً داخلاً، في حين يعد سداد الأقساط والفوائد بمثابة تدفقات نقدية خارجة. أما في نطاق التحليل الاقتصادي (دراسة الجدوى القومية) وعند إعداد قائمة التحليل الاقتصادي والاجتماعي، فإن كافة العلميات الائتمانية لا تعد سوى تحويل منفعة أو نفقة بين مؤسسات الإقراض والمشاريع، بالتالي لا ينجم عنها منفعة أو نفقة خاصة على المستوى القومي، ومن ثم فإن قيمة بنود العلميات الائتمانية يتعين استبعادها من قائمة التحليل الاقتصادي القومي، ولكن إذا كانت العمليات الائتمانية ترتبط بالعالم الخارجي فإنها تعد من قبيل التدفقات الحقيقية، ومن ثم يتعين عدم استبعادها من قائمة التحليل الاقتصادي القومي.

7 .    تقتصر اهتمامات دراسات الجدوى التجارية على عناصر التكاليف والإيرادات على مستوى المشروع، بينما تتسع اهتمامات             دراسات التحليل الاقتصادي لتشمل الآثار الخارجية والجانبية مثل دراسة أثر المشروع على الموازين القومية كأثر المشروع           على ميزان المدفوعات، خلق فرص عمل، أثر المشروع على البيئة الطيبعية والمجتمعية[16].

8 . التحليل الاقتصادي يعتمد على عمليات كثيرة وقد تكون معقدة في مقارنتها بالتحليل التجاري لصعوبة قياسها.
9 . عند تقييم المشروع تجارياً يتم استخدام سعر الفائدة السائد في السوق الذي يعبر عن متوسط التكلفة المرجحة للتمويل، بخصم إيرادات وتكاليف المشروع المتدفقة عبر الزمن، باعتباره يعكس تفضيل الأفراد للمستقبل على الحاضر، ولكن هذا قد لا يتفق  مع تفضيل المجتمع، الأمر الذي يدعو إلى وجود معدل آخر يتلاءم والتحليل الاقتصادي للمشروعات بغرض تحديد القيمة الحالية للوفورات والمنافع التي تعود على الاقتصاد الوطني، وهو معدل الخصم الاجتماعي الذي يستخدم كأحد المعلمات لتقييم المشاريع اقتصادياً واجتماعياً.


وفيمايلي جدول يوضح باختصار أهم أوجه الاختلاف بين التحليلين الاقتصادي والتجاري للمشاريع في تفسير بعض المصطلحات:

الجدول (1-1) أهم أوجه الاختلاف بين التحليلين في تفسير بعض المصطلحات[17]:


          العنصر
التحليل الاقتصادي
التحليل التجاري
الهدف
تحديد قدرة المشروع في التأثير على الاقتصاد القومي
تحديد قدرة المشروع على مواجهة التزاماته وتقوية الأرباح
وجهة النظر
يعكس وجهة نظر الاقتصاد القومي
يعكس وجهة نظر المستثمر الفردي
التشابك القطاعي
يؤكد على علاقات التشابك القطاعي
يهمل علاقات التشابك القطاعي
معدل الخصم
استخدام معدل الخصم الاجتماعي
استخدام معدل الخصم (سعر الفائدة)
اختيار المشروع
المخطط يختار المشروع الذي يلبي احتياجات المجتمع
المنظم يختار مشروعه على ضوء أهدافه في تحقيق أقصى الأرباح
التنمية
فوائد عامة مثل الدخل القومي
فوائد للمستثمر مثل فوائض المالية
رأسمال
الاستثمار من أجل تحقيق الرفاه الاجتماعي
الاستثمار من أجل العائد
النقدي والمالي
ميزان المدفوعات
متطلبات المشروع
السعر
يعبر عن التكلفة الحقيقية للموارد الاقتصادية في المجتمع
سعر السوق
المدى
مباشر وغير مباشر
مباشر
سعر الحسم
أفضلية وقت الاجتماعي
تكلفة الفرصة لرأسمال
سعر الصرف
ميزان المدفوعات
متطلبات المشروع
التوظيف
إيجاد
استغلال
التكنولوجيا
المنفعة العامة
تحسين حصة السوق
الموارد الطبيعية
الحفظ ، حماية البيئة
متطلبات المشروع
الموقع
الحافز الاقتصادي
تصغير تكاليف التشغيل، القيمة الإستراتيجية



المراجع:

[1] أبو عمر، واثق حمد، 2003، "أساسيات دراسات الجدوى الاقتصادية والاجتماعية تقييم المشروعات الخاصة والعامة"، سلسلة الرضا للتنمية الإدارية، دمشق، ص 167

[2] معروف، هوشيار، 2004 ، "دراسات الجدوى الاقتصادية وتقييم المشروعات"، دار صفاء للنشر والتوزيع، عمان، ص 56- 57

[3] معروف، هوشيار، 2004، مرجع سبق ذكره، ص 57- 58

[4] عبد الحميد، عبد المطلب، 2006، مرجع سبق ذكره، ص 372-373

[5] بامخرمة، أحمد سعيد، 1996، "اقتصاديات جدوى المشروعات الاستثمارية"، دار الزهراء للنشر والتوزيع، الرياض، ص 205

[6] علام، سعد طه، 2006، "دراسات الجدوى وتقييم المشروعات"، دار الفرقد، دمشق، ص 108-109

[7] معروف، هوشيار، 2004، مرجع سبق ذكره، ص 58-61

[8] القريشي، مدحت، 2009، "دراسات الجدوى الاقتصادية وتقييم المشروعات الصناعية"، دار وائل للنشر، الأردن، ص 118

[9] النجار، يحيى غني، 2010، "تقييم المشروعات تحليل معايير ومؤشرات دراسات الجدوى وتقييم كفاءة الأداء"، دار دجلة، الأردن، ص 293

[10] Asian Development Bank, 1997, op, cit, p 8- 10

[11] النجار، يحيى غني، 2010، مرجع سبق ذكره، ص293-294

[12] الوادي، محمود، وسمحان، حسين، وخريس، إبراهيم ، 2010, "دراسات الجدوى الاقتصادية والمالية"، دار صفاء للنشر والتوزيع، الأردن، ص 152

[13] دياب، محمد، 2007، "دراسات الجدوى الاقتصادية والاجتماعية للمشاريع"، دار المنهل اللبناني، بيروت، ص 206

[14] النجار، يحيى غني، 2010، مرجع سبق ذكره، ص 294

[15] دياب، محمد، 2007، مرجع سبق ذكره، ص 207

[16] السيسي، صلاح الدين، 2003، "دراسات الجدوى الاقتصادية وتقييم المشروعات بين النظرية والتطبيق"، دار الفكر العربي، القاهرة، ص 121.

[17] تم إعداد هذا الجدول من قبل الباحث بالاعتماد على عدة مراجع منها:

- UNIDO, 2003, "Investment Project Preparation and Appraisal - IPPA Teaching Materials - Module 5: Economic Analysis", p12-13

- State of California, the Resources Agency, 2008, "Economic Analysis Guidebook", p 4

- الوادي، محمود، وسمحان، حسين، وخريس، إبراهيم ، 2010, مرجع سبق ذكره، ص 153- 155
مروان المعلم / ماجستير بالاقتصاد المالي والنقدي
كاتب المقالة
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع آفاق .

جديد قسم : التحليل الاقتصادي للمشاريع (الربحية القومية)

إرسال تعليق